بالرغم من أن الإبداع الكتابي لا يرتبط بوجود الجوائز، والمبدع لا تستثير الجوائز إلهامه بقدر ما يستثيرها الموقف والموهبة الملحوظة، فلا يخفى ما أحدثته الجوائز العربية في السنوات الأخيرة من تنافس بين الكتّاب ورغبة في المزيد من التأليف وإصدار الكتب.

شاعت في السنوات الأخيرة عدد من الجوائز العربية المرتبطة بتأليف الكتب والإبداع الكتابي على مستوى كتّاب الوطن العربي. وكانت الغاية الأولى والأسمى لصنّاعها هي الاحتفاء بالإصدارات الكتابيّة في مختلف المجالات والاحتفاء بالكتّاب والأدباء العرب وتحفيزهم على مزيد من الإبداع. وأيضاً هذا التّكريم والاحتفاء سمح للمواهب الشّابّة بإبراز ما لديها من مواهب والكتابة والنّشر لأنّها باتت تعلم أنّ بإمكان ما تقوم به أن يؤتي أكله ويصل إلى القرّاء بشكل أوسع. وهناك ما يزيد عن عشر جوائز تقدّم سنويّاً في الوطن العربي مرتبطة بتأليف الكتب والإبداع الكتابي وسنسلّط الضّوء على أهمّها وأشهرها.

أهم الجوائز العربية المرتبطة بتأليف الكتب

جائزة البوكر للرّواية العربيّة (الجائزة العالميّة للرّواية العربيّة)

منذ عام 2007 قامت مؤسّسة الإمارات بتأسيس هذه الجائزة برعاية جائزة البوكر البريطانيّة، وفي عام 2008 تولّت هيئة السّياحة والثّقافة في أبو ظبي مهمّة تنظيمها والإشراف عليها سنويّاً وأصبحت من الجوائز العربية المهمة والمتابعة أيضاً. تقوم الجائزة على الاحتفاء بالرّوايات العربيّة الصّادرة خلال العام نفسه، والمفاضلة بينها لاختيار قائمة طويلة تضمّ ستّ عشرة رواية، ثمّ المفاضلة بين هذه الرّوايات لاختيار القائمة القصيرة المؤلّفة من ستّ روايات تفوز إحداها بالجائزة. وتهدف الجائزة إلى مكافأة الإبداع الكتابي العربي ورفع مستواه من خلال املنافسة بين الكتّاب، إضافة إلى منح فرصة الانتشار العالمي للأدب العربي من خلال ترجمة الأعمال الفائزة والّتي تصل إلى القائمة القصيرة إلى لغات العالم الرئيسية. أهم من فاز بهذه الرّواية نذكر إبراهيم نصر الله عن روايته حرب الكلب الثّانية عام 2018، سعود السّنعوسي عن روايته ساق البامبو عام 2013، يوسف زيدان عن روايته عزازيل عام 2009، محمد الأشعري عن روايته القوس والفراشة ورجاء عالم عن روايتها طوق الحمام مناصفة عام 2011.

جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي

تحتفي هذه الجائزة بالإبداع الأدبي عن أدب الرّحلة سنويّاً منذ عام 2003، ويقدّمها المركز العربي للأدب الجغرافي – ارتياد الآفاق في أبو ظبي ولندن، وهي من الجوائز العربية المرتبطة بتأليف الكتب والمتخصصة بمجال معين من الإبداع الكتابي. تهدف الجائزة إلى زيادة حماسة المؤلّفين للكتابة والتّحقيق والبحث في أدب الرّحلات والسّفر، لما له من أهميّة أدبيّة وتاريخيّة في توثيق ثقافات الشّعوب وعاداتها وطبائع البلدان. حملت الجائزة اسم الرّحالة الشّهير ابن بطّوطو تخليداً لجهوده وتكريماً لعمله ومكانته، وتأسّست على يد الشّاعر الإماراتي محمّد أحمد خليفة السّويدي، ويشرف عليها الشّاعر السّوري نوري الجرّاح.

جائزة أركنساس للتّرجمة العربيّة

قد لا تكون هذه الجائزة من الجوائز العربية شائعة الصّيت على مستوى الوطن العرّبي، ولكنّها من الجوائز المهمّة التي تعتني بالأدب العربي المترجم إلى الّلغة الإنكليزيّة. يقوم على إدارة الجائزة مركز الملك فهد لدراسات الشّرق الأوسط في جامعة أركنساس، وتمنح للترجمة الإنكليزية المميزة لعمل أدبي يشغل كتاباً كاملاً في أصله العربي سواء عملاً خياليأ إبداعيّاً كالرذواية أو القصّة أو الشّعر أو عملاً علمياً أو نقدياً. ومن أشهر الكتب الفائزة بهذه الجائزة رواية بيروت 75 للأدبية غادة السّمّان بترجمة نانسي روبرتس، ومملكة الغرباء للأديب إلياس خوري بترجمة بولا حيدر، شجرة الدّر لجرجي زيدان بترجمة سماح سليم.

جائزة كتارا للرّواية العربيّة

من الجوائز العربية ذائعة الانتشار مؤخراً، أطلقت المؤسّسة العامّة للحيّ الثّقافي كتارا في قطر جائزها للرّواية العربيّة منذ عام 2014، بهدف ترسيخ الرّواية العربيّة حضوراً بشكل محلّي وعالمي، إضافة إلى تشجيع الرّوائيين والنّقاد على المزيد من الإبداع. تقوم الجائزة على منح الإبداع العربي الرّوائي المنشور وغير المنشور جوائز تحفيزيّة سنويّاً، حيث يمنح القائمون على الجائزة الجوائز في مجالات هي فئة الرّوايات المنشورة وفيها تفوز خمس روايات من ترشيحات دور النّشر. وفئة الرّوايات غير المنشورة وتقدّم لخمس روايات غير منشورة والهدف منها منح أصحابها القدرة على نشر رواياتهم من خلال مبلغ الجائزة. ومن أبزر الرّوائيين والرّوايات الفائزة على مدار السّنوات نذكر: مملكة الفراشات لواسيني الأعرج، أولاد الغيتو لإلياس خوري، فستق عبيد لسميحة خريس عن فئة الروايات المنشورة. رواية هذيان الأمكنة لاعتدال نجيب الشوفي، عذراء غرناطة: حب بين مدينتين لسعيد العلام، كومة قش لوفاء علوش، أفاعي النار: حكاية العاشق لجلال برجس عن فئة الرواية غير المنشورة. وفي الأعوام الأخيرة تم استحداث جائزة عن فئة الدراسات النقدية والنقد الروائي وفاز بها أحمد عادل القضابي عن دراسته الإنابة السردية: دراسة تأسيسية، ورضا جوادي عن دراسته المعيار التشكيلي في المنجز الروائي العربي (السد والشحاذ نموذجاً) وغيرهم.

جائزة الشيخ زايد للكتاب

تقديراً لمكانة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في حياته ودوره في دعم العلم والأدباء والباحثين تأسّست الجائزة لتُمنح سنويّاً للمبدعين في مجالات الكتابة والترجمة في الوطن العربي من قبل مركز أبو ظبي للغة العربيّة وبدعم دائرة الثّقافة والسياحة. تهدف الجائزة إلى تكريم المبدعين في مجال الأدب والتّرجمة والعلوم الإنسانية وتقدير جهودهم في التنمية والتأليف والترجمة. ومن أهم فئات الجائزة وفروعها: الآداب والترجمة، التنمية وبناء الدولة، الثقافة العربية في اللغات الأخرى، أدب الطفل والناشئة، الفنون والدراسات النقدية، المؤلف الشابن شخصية العام الثقافية، النشر والتقنيات الثقافية. ومن الفائزين فيها الدكتور محمد مشبال عن فئة الفنون والدراسات النقدية، خليل صويلح عن فئة الآداب، دار التنوير للطباعة والنشر عن فئة النشر والتقنيات الثقافية، وتعتبر من الجوائز العربية الرائدة على ممستوى الوطن العربي. وهناك مجموعة كبيرة من الجوائز العربية التي تمنح للكتّاب والكتب وما يرتبط بعملية الكتابة والإبداع الكتابي وكلها تصب في هدف واحد هو دعم المبدع العربي وتوسيع رقعة القراءة وانتشار الثقافة.

******

اقرأ المزيد في حبر كتب

ميزات شراء الكتب من موقع شراء كتب عربية في تركيا أهم كتب التّاريخ العربي .. 6 كتب ستعرّفك على تاريخنا بالتّفصيل أهمّ الرّوايات العربيّة الّتي حصدت شهرة منذ صدورها أكثر 5 كتّاب عرب أثّرت مؤلّفاتهم في العالم

*******

تابع حِبْر كُتُب على