تمتلك القراءة اليومية تأثيرًا عظيمًا على التفكير
والسلوك في الحياة والعمل وبناء العلاقات، وتعتبر من الأنشطة التي يمكن القيام بها
يوميًا وفي أي مكان.
حيث تعمل القراءة بشكل عام على توسيع آفاق المعرفة
والثقافة وبناء الشخصية وصقلها بأخبار وتجارب الآخرين.
إن اعتماد روتين موحد في القراءة اليومية والمواظبة
عليه يمكن أن يؤثر مباشرة في السلوك والتفكير لذى الشخص القارئ، ومن وسائل
التأثير:
القراءة اليومية تكسب القارئ معرفة جديدة والتعرف على آراء
ووجهات نظر مختلفة، هذا يساعد المرء على زيادة فهمه للمجتمع والعالم من حوله.
فخبرات الكتاب والمفكرين الموجودة في الكتب كلها ستصب
في فكر القارئ لها وتدخل في تكوين الفهم لديه على تتابع المرات.
عندما يواظب المرء على القراءة اليومية تنمو لديه مهارات
متطورة من التفكير النقدي والتحليلي، فاختلاف أنماط النصوص المقروءة وتفاوت
الأساليب بين الكتاب سيشكل فروقًا لدى القارئ سيكون بوسعه يومًا بعد يوم التمييز
بينها والحكم النقدي عليها من حيث الجودة والرداءة أو الصواب والخطأ.
عندما تبحر في القراءة وتتعرف على عوالم وتجارب مختلفة
تتوسعه لديك ائرة الفهم الاجتماعي، وتصبح قادرًا أكثر على فهم مشاعر الآخرين
وتجاربهم والحكم عليها.
وهذا يتحصل بالقراءة اليومية التي تزيد من حصيلتك
المعرفية وتقلل بالتالي من التحيز وتزيد من الاحترام المتبادل مع من يختلف عنك
بالرأي.
عند اعتماد القراءة اليومية المستمرة ولو كانت لوقت
قصير، فهذا يعزز من القدرة التعبيرية لدى القارئ ويزيد من حصيلته اللغوية والأسلوبية
ليكون أقدر على التفاعل مع المحيط والتعبير عما يريده أو ينبغي عليه قوله.
تساعد القراءة اليومية على زيادة التركيز لدى الأشخاص،
فمن خلال الغوص يوميًا في عالم القراءة فهذا يبعد المرء عن ضغوطات الحياة اليومية
ويساعده على تصفية ذهنه من الضغوط والتفكير بمنطقية وهدوء أكبر.
يمكن للقراءة أن تعمل كموجه للسلوك، والتحفيز على
المتابعة للنجاح وتحقيق الطموح، فهي تعتبر محركًا فعالًا للنفس لتبادر إلى متابعة
طريقها وحياتها.
إن أول ما يجيب به الكتاب والمبدعون عندما نسألهم عن
سبب إبداعهم هو القراءة، فالقراءة قادرة على فتح عوالم مخفية وخيالات سخية ينهل
منها المبدع ما يضيف له فكره وفنه فيغدو إبداعًا.
هذه العوامل والمؤثرات هي ما تجعل من القراءة اليومية
تؤثر على التفكير والسلوك وتوجه دفته نحو فكر أرقى وأكثر توازنًا.
وهناك الكثير من الطرق لاعتماد روتين للقراءة اليومية تكون منفذًا للراحة والاستفادة دون الشعور بعبء هذا الوقت أو هدر فيه.