في هذا الكتاب يستعيد «توفيق الحكيم» تقليدًا عربيًّا راسخًا باتخاذ عصاه الشهيرة قناعًا رمزيًّا للحديث مع الذات والآخر والمجتمع. بدلًا من الناقة والسماء والصاحبة والحبيبة، وغيرها من الرموز مما برع الشاعر العربي القديم في استدعائها لبث شجونه وأشواقه وإبداع قصائده. يحاور الحكيم عصاه، ويتخذها ذريعة فنية لتدوين تأملاته في الحياة والمجتمع والفن، وهي المحاور الأثيرة في إنتاجه كله عبر مشوار حياته الأدبية.
عصا الحكيم، مجموعة مقالات نشرت متفرقة فيما بين 1946 و 1951، رصد خلالها توفيق الحكيم بعينه اللاقطة وأسلوبه السهل الرشيق، وصياغته الدقيقة، بعضًا من المشكلات الاجتماعية والسياسية والإنسانية التي عاناها مجتمعنا المصري والشرقي في منتصف القرن الماضي.
المدهش أنَّ ما يقرب من 65 عامًا على نشر هذه المقالات تبدو المشكلات التي رصدها الحكيم وكتب عنها قائمة بذاتها كما هي تنظر إلينا وتبتسم في سخرية!