"رحلة طويلة قطعتها «سامية محرز» منذ الطفولة في المدارس الأجنبية بالقاهرة، حيث نفّرتها المناهج الحكوميّة المقرّرة على جميع طلبة الجمهورية من الأدب العربي، ثم في جامعات الولايات المتحدة حيث بدأ تصالحها مع جذورها، إلى أن استقرت أخيرًا في الجامعة الأمريكيَة بالقاهرة لتقوم بتدريس الأدب العربي ذاته!
إحدى المحطات الهامة في رحلتها كانت الشاعر الرومانسي الكبير «إبراهيم ناجي»، جدّها لأمها. ولدت بعد وفاته بعامين ودرست شعره على مضض في المدرسة ولم تعره اهتماما إلى أن ورثت من خالتها أوراقًا له بعضها خطابات ومذكّرات شخصية ومسودات لبعض أهم قصائده من بينها قصيدة "الأطلال" والبعض الآخر ترجمات أدبية ومشاريع كتب غير مكتملة في الطب كلها لم يطّلع عليها أحد قبلها، ألقت الضوء على جوانب مجهولة ومطموسة من حياته: معاناته الماديّة وصراعاته مع البيروقراطية وعلاقاته العاطفيّة التي طالما حرصت عائلته على إبقائها طى الكتمان. وكانت النتيجة هذه الزيارة الحميمة بين الحفيدة الناقدة وجدّها الطبيب الشاعر تنبئ في طياتها عن تشكّل علاقة جديدة بينهما.
كتاب بديع يمثّل إضافة هامّة لكتابات «سامية محرز» السابقة في النقد الأدبي والترجمة". «صنع الله إبراهيم»