أنزل الله تعالى أشرف الكتب وهو القرآن، بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، في أشرف بقعة من الأرض، وفي أشرف الشهور، وفي أشرف ليلة، فكمُلَ القرآن من كلِّ وجهٍ.وقد وصف الله تعالى القرآن في القرآن بأوصافٍ عظيمةٍ، فذكر أنه: نورٌ وتبيان، وهدىً وفرقان، ورحمةٌ وبشرى، وروحٌ ونورٌ وذكرى، وشفاءٌ لما في الصدور، وهدايةٌ للتي هي أحسن في كل الأمور، وما ذلك إلا ليُعظِّم العبادُ قدْر القرآن الكريم فيقبلوا عليه بقلوبٍ سليمةٍ، فيتدبرونه، فإن فعلوا ذلك، استخرجوا منه الشفاء لقلوبهم، والعلاج لمشكلاتهم، والصلاح لأحوالهم، والهداية في كل شؤونهم.وفي هذا الكتاب وقفات مع آيات، نلتمس هُداها؛ لننشر وَرْدَها وشَذاها، ثم لنقتبس من ضيائها -بإذن الله- قلائد من نور تضيء لنا جنبات الطريق الموصِل إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.