مِن ماري كوري إلى
ماكس بلانك، ومن آينشتاين إلى هايزنبرج - إعادة ابتكار العالم. أحدث العصر الذهبي
للفيزياء ثورة في تفكيرنا وفي العالم. يصف توبياس هورتر هذه الحقبة والسير الذاتية
المذهلة لعباقرة العلم بطريقة مثيرة وسهلة. ويُظهر مدى الترابط الوثيق بين العلم
والأحداث العالمية. لأننا لا نستطيع مراقبة العالم دون تغييره. ماري كوري، وبلانك،
وبور، وهايزنبرج، وشرودنجر، وآينشتاين لم يُشعلوا ثورة في الفيزياء فحسب، بل
أعادوا أيضًا ابتكار عالمنا، وتشكيل
واقعنا المعـــاصر. لقـــد كانــــوا مغامـــــرين عقــــلانييـــــن أو
مــــدهشــــين أو مهـــــــــووسيــــــــن يتشـــــــــاركون صـــداقات
عميقــــــة وعـــداوات مريـــــرة. تقـــدم مســــارات الحياة -المتقاطعة غالبًا-
لأبطـــال الفكـــر هؤلاء، كنــزًا غنيًّا من القصص العظيمة.وفي الوقت نفسه، أثارت
أبحاثهم دفعة علمية غــــير متوقـــعة أدت إلــى رؤيـــة عالميــة جديدة للفيزياء،
لا تزال غير مفهومة تمامًا حتى يومنا هذا. لكن عصر النسبية وميكانيكا الكم كان
كذلك هو عصر الحروب والثورات. أحدث اكتشاف النشاط الإشــعاعي ثــورة في العلــم، مما
أدى في النهاية إلى كارثتَي هيروشيما وناجازاكي. يخبرنا توبياس هورتر في "عصر
الضبابية" بعدم إمكانية الفصل بين العلم والأحداث العالمية، لأنه لا يمكن
رؤية العالم دون تغييره