«تتجلى موهبة أسامة علام في استنطاق كل من يقابلهـم فيحولهم جميعا إلى حكايات صغيرة، تتجلى
فيها موهبة الكاتب وقدرته على مزج الواقع بالخيال، يرسم فيها صورًا فنيـة فائقة الجودة، ترتقي لجودة الشـعر، يحول البشر الذين يقابلهم إلى جزء من أسطورة المدينة ويضع على رءوسهم هالات من الخيال، وعلينا أن نصـدق كل مـا يطرحه من رموز، علينا أن نصـدق أن هناك مخلوقات ضئيلـة لا تكاد تـرى تعيش معنا في المنزل نفسـه، وأن الأفيال تستجيب للغناء وتمارس الاحتضان، وأن كاتبا عجوزا يحقق أمنيته ويتحول إلى طائر نورس، ونستمع معه إلى كورال راهبات كنيسة نوتردام وهن يغنين بأصوات ملائكيـة، ونعقـد مثله صداقة مع فأر المكتبة، نفحات لا تتوقف من السحر تنبعث من كل حكاية، مرحة وآسرة ومعبرة عن بؤس الوحدة.
نـحـن أمـام كـاتـب يمتلك رهـافـة الشـعراء، وتمعن الفلاسفة، يأخذنا في رحلتـه الغرائبيـة عبر المـدن، ويجعلنا نتمني ألا يوقـف ترحاله، وأن يواصل غناءه العذب». محمد المنسي قنديل