يتلقى السارد اتصالًا يُخبره بموت صديق قديم، يغلق الهاتف ويستعيد زمن الصديق، ويتوالوا أصدقاء الزمن القديم وحكاياتهم في سردية متناغمة تقوم على استعادة ما كان بينهما من ذكريات، وضمن لعبة «التذكر» يروي فصولًا من الحياة التي عاشها والمغامرات التي شكَّلت عالمه الغني بكافة التفاصيل الإنسانية.
يتعرف القارئ في الرواية على كافة السمات الجمالية التي ميَّزت كتابات إبراهيم أصلان، في قدرتها الفذة على بناء المفارقة الساخرة، والاحتفال بالمكان وبتفاصيل الحياة اليومية، والتأكيد الدائم على طابعها الشاعري، فضلًا عن العناية باللغة المُكثفة المصقولة بأناقة بالغة، وتنتهي إلى كتابة دافئة تتفاعل فيها كافة الحواس وبطريقة تجعل القارئ متورطًا في هذا العالم الحميم، وطرفًا فاعلًا في مُفرداته التي حوَّلها الكاتب إلى قطعة «دانتيلا» مشغولة بالحنين.