في روايتها الجديدة، تقدم نورا ناجي سيرةً استثنائية للحواس، من الرؤية إلى اللمس ومن التذوق إلى الشم إلى السمع، على شرف ثورِة طمحت في الذهاب بعيدًا إلى ما بعد السماء، غير أنها اكتفت بساقيٍّن مغروستيٍّن فيما تحت الأرض قائعة بالجري في المكان.
ما بين ثورة ووباء، يحاول خمسة فنانون التقدم للأمام لكنهم يكتشفون أن حياتهم قد توقفت بعد فقدان أحدهم في الميدان يفقدون حواسهم فيحاولون استعادتها بالتمسك بالفن والحب والتفاصيل الصغيرة التي تُشكل الحياة. شخصيات خلقها ، «واقع يناير»، تشبثت بحلم تحويل مأزق الوجود إلى فن، ومنعطف الثورة إلى أغنية...
في سبيل ذلك صنعت نورا ناجي «رواية نصوص»، فحضرت اللوحة والمسرحية يوميات الحياة وهلوسات الحلم، فضلاً عن الرواية داخل الرواية بنص روائي يتجاوز تقنيات السرد التقليدية إلى رحابة التجريب
«سنوات الجري في المكان» رواية تصنع جدارية لجيل كامل، يتأمل هزيمته.