«أمي سنت نخل غبطها علينا نحن الخمسة؛ كل حد له نخلة باسمه، والعجيب إنهم طلعوا شبهنا أو شبه مصائرنا في الحياة، وأنا أخدت عنها هذه الخصلة، وسميت روايات على أفراد أسرتى: (لصوص متقاعدون روايتي الأولى هالة)، و(الفاعل دنيا)، و(قيام وانهيار الصاد شين هشام)، و(ايدي الحجرية تهاني)، وهذه؛ ديك أمي أمي، لها وعنها بدون غرض إلاها».
«في كتبه السابقة، روايات وقصص قصيرة، يجد قارئ حمدي أبو جليل نفسه في فضاء مديني يحيا فيه المهمشون من الرجال والنساء وهم
يصطدمون مع أنفسهم ومع الآخرين من البشر والمؤسسات... لكنه هنا في كتابه الأخير يغادر الخارج الصاخب في المدن ويعود إلى الداخل؛ إلى مسقط رأسه، ليسرد تاريخ المكان ويجعل من حكاياته اليومية الصغيرة حكاية كبرى. في هذا الكتاب الذي بين أيدينا نحن مع عالم صلابته نابعة من البحث عن معنى للوجود عبر سرد قصة الأم الفلاحة ذات الأصل البدوي التي تملك يقينا يكاد يصبح ذات طابع إيماني ديني، بواجب محدد هو الذود عن أطفالها بعد موت الأب واهن الحضور، خائر القلب، المنسحب إلى ظل «الموت» الذي يحضر بقوة في السرد بوصفه دلالة على تدفق الحياة وتجددها». د. محمد بدوى