«وجد كمال الباب مواربًا ففتحه، وكان الآخر بانتظاره.. وللحظات، وقف مرتبكًا أمامه. لم يكن النور كافيًا ليتبيَّن هيئته جيدًا، فجعل يمعن النظر فيه ويتفحص وجهه، وكاد يمدُّ يده ليلمسه ويتأكد من أنه حقيقي لكنَّ صوتا من داخله أخبره بأنَّه هو بدا له عفيًّا برغم عمره الطويل، أحبَّ ذلك، لو وجده شيخًا ضعيفًا لكان انتقامه منه سيكون غير أخلاقي. نسي ذلك في أثناء وقوفه، وراح يحثُّ عاطفته أن تخرج؛ كلمات ودموعًا وصراخًا وغضبًا، أو أي سلوك آخر، إلا أن يبقى جامدًا ينظر إليه... الشيخ الواقف مثله ساكنا لا يتحرك هو والده، والتيار الذي يمرُّ منه إليه قويٌّ مع أنَّه لا يدرك طبيعته.»
- سر كبير أخبرته به أمه وهي على سرير الموت، ليبدأ كمال رحلة بحث قاسية بعد أن عاش حياته يطارد والده في الحقيقة وفي الأحلام بين الجزائر وفرنسا، يحاول كمال تقصي جذوره البعيدة من خلال لقائه مع صديق قديم لوالده لكنه يجد نفسه أمام تساؤلات تكشف عن كثير من الأسرار.
- في«باب الوادي»، يرسم الروائي أحمد طيباوي لوحة بانورامية يضفر فيها قصة حياة بطله ورحلة بحثه عن هُوِيَّتِهِ مع تطور الجزائر ورحلة البلاد في بحثها عن ذاتها.
- عبر لغة عذبة لا تخلو من حساسية شعرية، يقدم الروائي - الحاصل على جائزة نجيب محفوظ للأدب - تشريحًا فريدًا بطرح هموم جيل جديد ورث صراعات الماضي، ويرسم صورة بطل ممزق يسعى لتجاوز حياة مزيفة؛ باحثًا عن ولادة أخرى.