«فجأة، تتوالى طرقات خفيضة على الباب، خلفه فتاة. كيف تسللت من بيتها في الفجر ؟ كيف عبرت الشوارع الموحلة ووصلت إلى هذا الباب بحذاء نظيف؟ إنه الحب. تسـأل الأرملة نفسها وتجيب، تستلقي الفتاة على أقرب كرسي. يخفي شعرها جبينها، وتبكي، أي فتاة تلك؟ تسأل الأرملة نفسها ولا تجيب. العاشقات كثيرات، وآلام الحب واحدة...»
تعود الأرملة «ملك» إلى مدينتها الصغيرة بعد إحالتها إلى التقاعد، لتفاجأ ذات ليلة بخطاب، يهشم بمعجزة زجاج نافذة غرفة نومها. تفتح الخطاب الغريب، لكنها تجد كلماته ممحوة، لتبدأ رحلة تحر في البحث عن العاشق المجهول الذي تذكرها بعد مرور كل هذه السنوات.
هذه رواية بطلها «الحب»: الحب الضائع، والحب المنتظر، وبينهما تقف امرأة مسنة في ملابس الحداد، تستخدم مهنتها كمدرسة للغة العربية غطاء لمهنة أخرى، سرية، إذ تكتب خطابات غرامية لفتيات في مقتبل الحب بالنيابة عن أياديهن المرتعشة، تُعيد من خلالها اكتشاف ذاتها المجهضة، مدينتها القمعية، والوجود كله، إذ يتحول إلى مرآة
لشيخوخة المرء.
«الأرملة تكتب الخطابات سرا»: رواية المرأة و وهي : تتساءل عن موقعها في عالم ينكر صوتها وصورتها معا، لتصنع مروية مختلفة، يمتزج فيها الواقع بالخيال، وتسردها يد الشعر.