كانت «أهل الكهف» أول مسرحية «فنية» تستلهم القصص الديني في الدراما التمثيلية، عالج فيها توفيق الحكيم إشكالية الزمن ومعناه في علاقته بالبشر والحضارات، وطرح سؤاله الفلسفي الخالد: هل في مقدور الإنسان أن يقاوم الزمن بكل تداعياته وجموحه وهيمنته ومساره المقرَّر؟ وبها دخل الأدب الدرامي دائرة الوعي العام بوصفه فرعًا من فروع الأدب العربي.
وفي هذا قال الأديب الكبير بهاء طاهر:
« كانت «أهل الكهف» مدخل جيل بأكمله إلى الفن الدرامي. جيل عرف الدراما عن طريق القراءة قبل أن يعرفها على خشبة المسرح. ففي الأربعينيات وأوائل الخمسينيات لم يكن للحياة المسرحية وجود حقيقي . وكانت هذه القطع الأدبية الجميلة تلهب خيالنا باعتبارها نماذج سامية لفن مفقود»
ويقول الحكيم عن مسرحيته:
«لقد قلت في هذه المسرحية إن أهل الكهف هؤلاء قديسون صحيح، ولكن يجب ألَّا يعيشوا معنا، يجب أن نضعهم في كهف محترم نقدسه ونحجّ إليه، ولكن لا يمكن أن نتركهم ليفسدوا الحاضر.
إنني أتصور أهل الكهف وقد تركتهم يعيشون في الحاضر بعد غيبة أكثر من ثلاثمئة سنة، سيحاول كلُّ منهم طبعًا أن يعود إلى حرفته القديمة، وأفكاره العتيقة».